البلخي

البلخي/ نبذة تاريخية/الخرائط

وعاصر الإصطخري جغرافيًّا آخرَ هو البلخي أبو زيد بن سهل الذي وضعَ كتابًا سُمي: صور الأقاليم، حيث رسمَ خرائط الأقاليم الإسلامية بالألوان. أما الجيهاني، أبو عبد الله بن أحمد بن نصر وهو وزير للسامانيين (302هـ، 914م)، فهو واضع أول خريطة للأرض لم تتأثر بآراء اليونانيين، وإنما قامت على أساس البلدان والمسالك. وتُعدُّ خريطةُ المسعودي (ت 346هـ، 957م) من أدقِّ الخرائط العربية، كما أن خريطة المقدسي (ت 390هـ، 1000م) تتضمنُ الحقيقة الكبرى التي اطلع عليها كولمبوس، وكانت أساسًا للكشفِ الكولومبي الذي غيّرَ وجه التاريخ، أما خرائط البيروني (ت 440هـ، 1048م) فتمثلُ الخرائطُ التي تجمع بين مذاهب اليونانيين الفلكيين النجوميين ومذاهب العرب المسالكيين البلدانيين، كما أن البتَّاني (ت 317هـ، 929م) صاحب الزيج الصابي صنع خريطة تُعد أول خريطة جامعة مفصلة للعالم بعد خريطة بطليموس، وهو أصحُّ من خريطة بطليموس؛ لأنه اتّبع في رسمها طريقة التسطيح البسيط، وخطوط الطول والعرض فيها مستقيمة، أما خريطة بطليموس فتمّتْ على أساس التسطيح المخروطي. وتُعد خريطة الإدريسي (493 – 560هـ، ) التي صنعها للأرض بناء على طلب روجر الثاني النورمندي ملك صقلية، عملاً مبتكرًا في فن الخرائط من بدايته إلى يومنا هذا، فهي خريطة للأرض مجسمة رسمها في أول الأمر على الورق، ثم جسمها في صورة كرة من الفضة رسم عليها اليابس بالذهب، وبعد ذلك، سطّحها تسطيحًا بسيطًا يشبه ما جرى عليه مركاتور في عمل مسقط لخريطة الأرض المبسوطة، وعمل كل الحسابات الرياضية التي يتطلبها التحويل من الاستدارة إلى التسطيح، وقد أوضح الإدريسي طريقته في رسم خريطته في مقدمة كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق.

 

 

 

أضف تعليق