العربُ والمسلمُونَ

العربُ والمسلمُونَ/ أول من كتب عن الأرض/الجيولوجيا و ما يتعلق بها

بُنيتْ جهودُ العلماءِ العربِ والمسلمين في الجيولوجيا على المنطقِ والدقةِ والتجربةِ بخلافِ مَن سبقَهُم من الإغريق والرومان؛ ففي عام 210 هـ، 825 م قاسوا محيط الأرض وقطرها، وكان قياسهم قريبًا لما يقرره العلم الحديث، وكتب الكنديُّ عن كروية الأرضِ وكروية سطح الماء في الفترةِ من 230 – 250 هـ، 845 – 864 م.تناولَ ابنُ سينا كثيرًا من آرائِهِ الجيولوجيةِ في كتابِهِ «الشفاء» في الجزءِ الذي سمّاه: المعادن والآثار العلوية؛ فقد تحدّثَ عن الزلازلِ وأسبابها وما يصاحبُها، وقسّمَ الزلازلَ إلى أنواعٍ، وكانَ أول مَن أشارَ إلى أنّ خسف الأرض (الهبوط) يسببهُ خروج الحمم البركانية، كما أن الزلازلَ تفتحُ عيونَ الماءِ فِي المناطقِ التي تحدثُ فيها، كما أشارَ إلى قانونِ تعاقبِ الطبقاتِ، وبذَا يسبق الدنماركي نيكولاس ستينو في هذَا الصددِ، وأشار ابنُ سينا أيضًا إلى سببين من أسباب تكون الجبال وهما: الحركاتُ الأرضيةُ الرافعة، وعواملُ التعريةِ.ولقد كانَ كِتابُ الشفاء مُنْطَلَقًا للجيولوجيا في أوروبَّا، فقد ترجمَ ألفرد سيريشل الجزءَ الخاصّ بالمعادنِ منه عام 1200م ونسبهُ إلى أرسطو، وكان ذلك دأبُ كثير من المترجمين، بل والدارسين الغربيين إذ ذاك، حيثُ كانوا ينسبونَ أعمالَ العلماءِ العربِ لأنفسهم أو لآخرين، وقد اعترفَ ليوناردو دافينشي نحو عام 900 هـ، 1494 م أنه استقَى معلوماته عن الأحجارِ والأحافير من الكتب المشهورة لابن سينا.

 

 

 

أضف تعليق